الخميس، 14 أكتوبر 2010

برلين العاصمة الالمانية الساحرة Berlin

مدينة يعشقها الكبار والصغار
برلين تدلل الأطفال وتلبي رغباتهم

برلين المانيا

إعداد بشير سليمان
عندما يبحث الأهل عن مدينة يقضون فيها أجمل الأوقات برفقة أولادهم، قد تتملكهم الحيرة، فبين رغبات الأطفال وتوجهات الأهل، يصبح التخطيط للسفر مسألة تحتاج الى مزيد من الوقت والتفكير. ولكن قلوب الآباء والأمهات لا يمكن أن تتجاهل أمنيات الصغار وما يحبونه. هنا، تبدأ قائمة الوجهات السياحية بالانحسار تدريجياً، لاسيما أن كل عائلة تريد أن تقضي وقتاً يتناسب مع كل أفرادها، وخصوصاً الصغار منهم. ولكن تخوف الأهل من عدم قدرتهم على تحقيق رغبات أولادهم سيتلاشى حتماً عندما يرسو الاختيار على العاصمة الألمانية برلين، ففيها يمكن أن يقضي الأطفال أجمل الأوقات والمغامرات الشيقة والمفيدة، وفي نفس الوقت يمكن للكبار أن يستمتعوا تماماً كالصغار، فالرحلة التي تقودها رغبات الأطفال في برلين ستمنح الأهل متعة مضاعفة.
عندما تكون في جولة مع الأطفال في مدينة كبيرة، فعليك أن تحترم رغباتهم الخاصة. لذا فاننا ننصحكم أن تحاولوا أن تشاهدوا برلين من خلال عيون أطفالكم. فمدينة برلين الواقعة على نهر «شبريه» Spree تقدم العديد من الخيارات التي تمكنك من ارضاء أطفالك ومنحهم متعة كبيرة.
فبنظرة بسيطة على العديد من الفنادق في برلين، نجد أنها تقدم خدمات خاصة للأطفال، مثل خدمة «سرير الطفل»، ووجبة افطار في الساعة السابعة والنصف صباحاً، ومكان خاص بالألعاب يدعى «شبيلوتيك»، حيث يمكن للأطفال ممارسة الألعاب باستخدام الكمبيوتر أو الليغو أو غيرهما. وعلاوة على ذلك، تقدم الفنادق رحلات يومية خاصة للعائلات، كما توفر مربيات الأطفال.

شوارع الفرح

صور برلين وبالاضافة الى البرامج الخاصة بالأطفال في المسارح ودور السينما والمتاحف، يمكن الحصول على تجربة خاصة جداً سواء للصغار أو الكبار من خلال جولة في أرجاء المدينة. وعلى الرغم من أن الأطفال قد لا يتوقفون مطولاً أمام المعالم التاريخية مهما كانت قيمتها الأثرية، فان «التماثيل الانسانية» التي تملأ شوارع برلين وزواياها، قد تكون من أكثر الأشياء التي غالباً ما ينجذب الأطفال اليها، حيث تثيرهم الملابس الغريبة التي يرتديها هؤلاء الأشخاص الذين يقفون في أماكن محددة لساعات طويلة ويؤدون الكثير من الأدوار، فبعضهم يرتدي لباس الساحرات والبعض الآخر يفضل ملابس الأمراء الأنيقة، ومنهم من يتحول الى رجل أو امرأة آلية، وآخرون يعمدون الى كل ما يجلب الضحك والأجواء الكوميدية، ليس من خلال ملابسهم فقط، بل بفضل الألوان التي يلونون بها وجوههم وأيديهم والحركات التي يقومون بها أيضاً.
الى جانب كل ذلك، فان الموسيقى التي تصدح في شوارع المدينة، سواء تلك التي تقدمها الفرق المتجولة أو الأشخاص الذين ينتمون الى فناني الشوارع، ترسم الابتسامة على وجه الأطفال وتدخل الفرح الى قلوبهم.
ولا تقتصر المسألة على الزخم والتنوع اللذين يطبعان شوارع برلين، بل ان المدينة منحت الأطفال مزايا خاصة حتى من الناحية القانونية!.. فعلى الرغم مثلاً من الاهتمام الألماني الشديد بمكافحة التلوث بكل أنواعه والحرص على منع الضوضاء أياً كان مصدرها، فان مدينة برلين استثنت الأطفال من قوانين التلوث الصوتي المشددة، حيث تم تعديل تلك القوانين، بحيث أصبح من المحتمل اجتماعياً أن يقوم أعضاء الجيل الشاب باحداث جلبة. وباقرار الحكومة المحلية في برلين لهذا القانون الذي يعطي
الأطفال الحق في احداث ضوضاء، فاننا أصبحنا أمام أول قانون من نوعه في ألمانيا، فهي المرة الأولى التي يسن فيها قانون مكتوب يعترف بحق الأطفال في الصياح واحداث الجلبة وهم يلعبون، وهكذا أصبحت برلين الولاية الأولى من بين ولايات ألمانيا الـ16 التي تتبنى هذا القانون. وان دل هذا على شيء، فانه يدل على مدى الاهتمام الذي تمنحه المدينة للأطفال.
من جانب آخر، تعتبر «برنتسلاور بيرغ» واحدة من أكثر المناطق في ألمانيا التي فيها غالبية من الأطفال، وهي منطقة متعددة الوجوه، حيث يمكنك أن تجد حتى اليوم منازل مشيدة بأسلوب «فيلهلمينيان» Wilhelminian الأصلي، الى جانب مناطق أخرى حديثة بالكامل. والمنطقة معروفة جداً بأسلوب الحياة المتبع فيها، والذي يجتذب العديد من الطلبة، والفنانين والمفكرين من جميع الأراضي الاتحادية.

مغامرات ونزهات

واذا أردنا أن نساعدك على الاستمتاع برحلتك مع أطفالك، فلا بد أن ننصحك أن تبدأ جولتك في «هوزمانشتراسه». فمن محطة المترو «ابرفالدارشتراسه»، يمكنك أخذ الترام الى نقطة التوقف في «هوزمانشتراسه»، حيث لا تستغرق الرحلة الا ثلاث دقائق فقط.
وستتمكن من الشعور ببرلين آواخر القرن التاسع عشر في «هوزمانشتراسه»، هذا الشارع الذي يتفرع من شارع دانتسيغر، والذي تمت استعادته قبل اعادة التوحيد. هنا ستجد محلات الزاوية القديمة، ومضخات الشوارع، ومصابيح قوس قديمة، وشقق القبو التي تراها في كتب الرسام البرليني الشهير هاينريش تسيله Heinrich Zille. وستجد أن معظم واجهات المنازل مزخرفة بشكل براق.
وفي نهاية الشارع عند الجانب الأيمن، يقع مقهى 1900، حيث يعرض العديد من الفنانين أعمالهم المختلفة. ومن خلال الأشجار المحيطة بالمنطقة، ستكون قادراً على مشاهدة ما يجري في كولفيتسبلاتس مع الاستمتاع بأطباق الطعام اللذيذة.
وعلى الرغم من احاطة المنازل بمنطقة كولفيتسبلاتس، فإنها تبقى براقة ومخضرة بشكل دائم. ويعتبر الملعب مع مربع الرمال مكاناً مثالياً للهرولة والحفر، وبجانب الملعب ستشاهد منحوتة برونزية رائعة تجسد النحاتة البرلينية الرائعة كيته كولفيتس. وفي المرج خلف الملعب، فان الجميع، سواء الصغار أو الكبار، يستمتع بالاستلقاء وأخذ حمام في الشمس أو الاسترخاء.
وفي أيام الخميس والسبت، لن تكون المنطقة حول كولفيتسبلاتس هادئة، اذ أنه في هذا الوقت، يبدأ العديد من التجار ببناء الأكشاك من أجل السوق الأسبوعي.
وفي مكان غير بعيد من هنا، تجد برج الماء «فاسرتورم» بين شارعي بلفوتر وكناكشتراسه، الى جانب ما يسمى بـ «ديكه هيرمان» منذ عام 1877، حيث أنه خدم كمخزن منذ البداية. وسيكون من الصعب مقاومة فكرة اللعب في الملعب في «فاسرتورم»، حيث ستغريك حتما ألعاب الكرة أو بناء القلاع من الرمل والماء.
كما يقدم الملعب الداخلي «ليمبوبو كندرلاند»، والذي يمتد على مساحة 1000 متر مربع بالقرب من شارع «شونهاوزر 161 A»، فسحة كافية للهو واللعب عندما تكون الأحوال الجوية سيئة في الخارج، فالملعب يحتوي على ثلاث ساحات مناسبة للأطفال من مختلف الأعمار.
ومن هنا، ستكون الوجهة التالية محطة أنفاق «زنيفيلداربلاتس»، التي ستصل من خلالها الى الساحات المرتبطة ببعضها والشهيرة باسم «هاكشيه هوفه»، حيث ستتمكن من القيام بنزهة الى حديقة Monbijou-Park.
وننصح ببدء الجولة مما يعرف باسم «شبانداور فورشتادت» Spandauer Vorstadt عند محطة قطار هاكشير ماركت Hackescher Markt في الضواحي. ومما لا شك فيه أن الواجهة الرخامية السوداء الخاصة بمباني «هاكشيه هوفه» الشهيرة ستأسر عينيك بمجرد النظر إليها. وسيكون عليك أن تقطع مفترق طرق خاصا بالسيارات والترامات الصفراء قبل أن تصل إلى الساحات التسع.

مسرح وأدب

صور السياحة في المانيا تمتد «هاكشيه هوفه» على المساحة المتواجدة بين «أورانينبورغر شتراسه» و«روزنهالر شتراسه»، حيث تعتبر أكبر منطقة ساحات مترابطة في ألمانيا مما يجعلها نقطة جذب مهمة جدا لبرلين. وتزخر الساحتان الأولى والثانية بالمطاعم والمقاهي، في حين يقدم مسرح «هاكشيه هوفتيآتر» Hackesche Hoftheater الكثير من العروض للصغار والكبار على حد سواء.
وفي الساحات الخلفية، تدعوك محال الأزياء الخاصة بمصممي برلين الى دخول منطقة تسوق مأهولة بشكل كبير. وهناك ستجد أيضاً مصنعين للصناعات اليدوية، ومنهما مصنع الحبر، أو الورشة، حيث تجري صناعة إطارات الصور. وفي ما يتعلق بالأشخاص الذين يتملكهم الفضول، فسيجدون ضالتهم مباشرة في الساحة التي تحتوي على مربع الرمال الكبير.
أما بالنسبة الى المثقفين وعشاق الكاسيتات، فلا بد أن نخبرهم أن مركز برلين لأدب الأطفال، «ليزآرت» LesArt، يفتح أبوابه لعشاق الأدب دائماً. فإذا رغبت بالاشتراك في جلسة قراءة القصص أو أي فعاليات قراءة أخرى، فسيكون عليك التقدم بطلب مسبق. ويقع «ليزآرت» في شارع «فاينمايستر شتراسه 5» ويمكن الوصول إليه بسهولة من «هاكشيه هوفه» أو «روزنهالر شتراسه».
وإذا كان أطفالك ممن يفضلون اللعب في الملاعب، فعليك الآن ترك «هاكشيه هوفه» والتوجه إلى شارع «أورانينبورغر شتراسه». وفي طريقك ستمر بعدد من محال الأزياء الصغيرة والمقاهي، وخلال دقائق من ذلك سترى الجانب الأيسر من متنزه Monbijoupark والممتد عند الجهة الأخرى من نهر «سبريه» Spree.

أطفال برلين المحظوظون

مهما تحدثنا عن علاقة الطفل بالحيوانات، فإنك من خلال زيارة ممتعة لحديقة الحيوانات في برلين يمكن أن توقن تماماً مدى الاهتمام الذي يمكن أن يبديه الطفل تجاه مشاهدة الحيوانات، ورغبته الكبيرة في التعرف على أنواعها، ونوعية طعامها وكل ما يرتبط بذلك. فأطفال برلين لديهم علاقة خاصة ووثيقة مع الحيونات. وقد يحسدهم كثيرون كونهم يعيشون في مدينة تضم أقدم حديقة حيوانات في ألمانيا، والتي تدعى «تسولوغيشه غارتن». وننصحك أن تعطي جزءاً من وقتك لها، فهي تمثل تجربة لا تنسى، لاسيما إذا عرفنا أن حوالى ثلاثة ملايين من محبي الحيوانات يزرون الحديقة سنوياً.
وتعتبر هذه الحديقة الأكثر تنوعاً في العالم، حيث تحتوي على 1400 نوع، من ضمنها حوض الأسماك، وحوالى 14000 من الحيوانات التي تعيش على مساحة تبلغ 34 هكتاراً. وكانت هذه المملكة الحيوانية قد تأسست عام 1844 بناء على مبادرة من العالمين الكسندر فون هومبولدت ومارتين ليشتنشتاين، وبذلك كانت أول حديقة حيوانات في ألمانيا. بمساعدة فنان ومصمم الحدائق الشهير بيتر جوزيف لنيه نشأت منطقتان جذابتان واحدة عام 1872 كبيت للظباء، والثانية عام 1873 كبيت للفيلة. ويتصف الوصول إلى هذه الحديقة بالسهولة التامة، فهي تقع غرب مدينة برلين بجانب محطة قطارات تحمل نفس اسم الحديقة، وهي بنفس الوقت طبعاً قريبة من كنيسة الذكرى الشهيرة. وعند زيارتها يجب المرور من بوابة الفيل الكبيرة في شارع «هاردنبيرغشتراسه» أو تلك المتواجدة في «بودابستر شتراسه»، حيث ستجد كثيرا من السياح يلتقطون الصور أمام هذه البوابات نظراً إلى تصميمها المميز. ويعتبر الدب القطبي «كنوت، من أكثر قاطني الحديقة شعبية. ولابد أن كثيرا منا مايزال يتذكر هذا الدب الذي ولد عام 2006 في هذه الحديقة. فوسائل الإعلام الألمانية والعالمية قامت بتغطية هذا الحدث، وجعلت من هذا الدب الصغير الوسيم نجماً تخطت شهرته عديدا من ممثلي هوليود.ومن الحيوانات الأخرى التي ستراها أثناء زيارتك للحديقة الزرافة والجمل، وفرس النهر، والفيل، والغوريلا. كما يمكنك أيضاً مشاهدة عمليات إطعام الحيوانات المفترسة. وعند قبو مساكن الحيوانات المفترسة تجد مساكن الحيوانات التي تنشط في الليل، حيث إن غرفها مظللة والجو مليء بالإثارة. ولا بد من مشاهدة الحوض المائي بالقرب من «بوابة الفيلة»، والذي يحتوي على الأسماك والزواحف مثل الأسماك المفترسة، وأسماك القرش، والتماسيح. كما يوجد في الحديقة عديد من المحال التي تبيع السكاكر والمشروبات.
وبعد مشاهدة الحيوانات البحرية والبرية والطيور، يمكنك القيام بجولة في الشارع الشهير الذي يسمى «كورفورستندام» لزيارة في «كورفورستندام 220»، حيث تجد مجموعة واسعة من الألعاب التي تمثل مجسمات الحيوانات الشهيرة. وللاستمتاع بوجبة لذيذة، يمكنك استقلال الحافلة رقم M19 أو M29 إلى ساحة «Lehniner Platz»، حيث يقع مطعم شارلوتشين على بعد خطوات فقط في شارع دروزنشتراسه 1. وهنا يوجد أيضاً باحة داخلية، حيث يمكن للأطفال بين سن 2 و4 سنوات اللعب والاستمتاع بالموسيقى والرقص، إلى جانب مسرح للأطفال ومطعم للعائلات.

ديناصورات وأسماك

يمكننا القول إن متنزه Monbijoupark هو مكان رائع يتيح لك المجال كي تلعب في المروج أو القيام بجولات ممتعة ومشاهدة الناس. وللوصول إلى الملعب توجه إلى Kinderbad Monbijou ومن هناك خذ يمينك وستصل إليه.
أما للعودة إلى الضواحي، فينبغي الذهاب إلى محطة قطار Hackescher Markt، من خلا ل اتباع مسار S-Bahn-arches، حيث ستكون المحطة على بعد بضعة أمتار فقط.

خريطة برلين


عرض خريطة بحجم أكبر

0 التعليقات:

إرسال تعليق