الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

مراكز التسوق في مومباي الهندية | Shopping in Mumbai

مومباي أبرز مراكز التسوق في الهند

ربما تنفرد مومباي عن غيرها من مدن العالم المختلفة، بخصوصية التناقض «المؤتلف» الذي يجمع بين تميزها الباهر في ميدان سياحة التسوق، وصناعة السينما وتطور الفنون المهنية من جهة، والفقر والبطالة والفوضى التي تعم المدينة من جهة اخرى.
إذا كنت ترغب في زيارة مومباي، فلا عليك الاستعانة بالانترنت للبحث عن معلومة ما، قد تفيدك في اثناء زيارتك الى هذه المدينة الملأى بالحركة والحيوية، لأنك بذلك، ربما تصرف وقتك دون فائدة، حيث يكفيك ان تحط الرحال في مطارها او مينائها، حتى تجد نفسك محاطا بجمهرة من الاولاد المتنافسين على تقديم الخدمة، وبأسعار زهيدة للغاية.
بعض هؤلاء ربما لا يطالبونك بثمن الاستشارة او «البقشيش» إذا ما وافقت على مرافقتهم لاستئجار غرفة في فندق ما، تحدد أسعاره ومواصفاته بنفسك، وربما يقترحون عليك المبيت في أرخص انواع الفنادق التي يعرفونها، ولكن المهم طبعا، انهم سيستلمون «بقشيشهم» من صاحب الفندق.
اما اذا جدت عليهم ببعض افضالك فسيكون ذلك موضع تقدير اكبر من جانبهم، وقد يكون دافعا لهم كي يقترحوا عليك برنامجا سياحيا متميزا.
في مومباي يوجد نحو 800 فندق، تنتشر في معظم مناطق المدينة، وارخصها طبعا، يتوزع في حركة المدينة، وربما ايضا في الاطراف القريبة من المركز.
وسبب رخص هذه الفنادق يعود الى شدة حركة المنافسة غير المنظمة، التي لا تخضع الى تسعيرة محددة من قبل الجهات العليا المسؤولة عن تنظيم قطاع السياحة.
وهذا لا يعني ان هذه الفنادق تعاني انحطاطا في مستوى العناية بالزبائن أو قلة النظافة او اي مظهر آخر من مظاهر عدم الاهتمام براحة او صحة المقيمين، بل بالعكس، فان اغلبية هذه الفنادق تعرف جيداً، ان كسب الزبائن يتطلب زيادة الاهتمام بنواحي النظافة والصحة المختلفة.

«زحمة يا دنيا زحمة»

شوارع مومباي تغص بالمارة والباعة المتجولين، والسياح الاجانب، وايضاً ببعض الحيوانات الاليفة، خاصة الابقار التي تسرح وتمرح كما تشتهي من دون ان تجد ثمة من «يكشها» او يبعدها عن مكانها، وربما لا تستجيب الى احد ما، إلا لاصحابها الذين يعرفون لغة التخاطب معها، فبامكانها التوقف في اي مكان او زاوية في الشارع، وفي بعض الاحيان تتجول بين محلات بيع الخضرة، لتنهش باقة منها من دون ان يمنعها احد في مركز المدينة، ربما لا تجد ثمة شارعا يعاني من قلة الكثافة البشرية، فقد تحولت الشوارع الى اسواق تعج بالناس وتبيع كل ما يخطر في البال من اشياء تقريباً، حتى انك تعجب من بعض انواع البضائع التي لا تعرف شيئاً عنها في السابق.

165 ألف متجــر

صور الهنج إن الازدهار الاكبر في هذه المدينة يحتله قطاع التجارة، فهي من بين أشهر الاسواق العالمية في ميدان التبضع السياحي، حيث يوجد فيها اكثر من 165 الف محل او مجمع تجاري.
على قارعة الطريق وبين بسطات الباعة الفرديين تجلس مجاميع من الناس المشردين او الباحثين عن عمل، حيث يفرشون أمامهم معدات العمل المختلفة، انتظارا لمن يأتيهم، ويقدم لهم فرصة العمل هذه.
كانت لسعة البرد القارس في ذلك المساء تخترق حتى نسيج العظام، لكن بعض الهنود الذين افترشوا الارض في قلب المدينة، لم يكونوا يهابون ذلك، وكانوا يعاندون هذا البرد بأجسامهم شبه العارية، في حين تحلق بعضهم الآخر حول مواقد النار المشتعلة في عنابر الصفيح المتناثرة على جنبات الشارع التجاري الطويل، ومنهم من كان مستغرقا في نوم عميق، وهو يضع رأسه على وسادة من بقايا الخرق المتهرئة، ويغطي جسمه بصفائح الورق المقوى.

فنون وحضارة

هذه المظاهر، ربما تتناقض مع مكانة مدينة مومباي التي تعتبر اكبر مدن الهند، واهم مركز تجاري بالنسبة إلى البلاد، كونها تضم احد ابرز الموانئ التي تطل على بحر العرب والمحيط الهندي.
وقد لعبت هذه المدينة بالذات دورا حضاريا كبيرا في ميدان الفنون المختلفة، وخاصة في فن «صناعة السينما»، حيث توجد فيها اهم واكبر الاستوديوهات السينمائية في آسيا، وربما في العالم بعد هوليود، الا وهي ستوديوهات بوليود الشهيرة، التي تنتج سنويا مئات الافلام المتنوعة، وكثير من هذه الافلام قد حصلت على جوائز عالمية عديدة. في المدينة تنتشر ايضا المطاعم والمقاهي والملاهي المختلفة، ولا تقتصر تلك المطاعم على نموذج خاص من الطعام، وإنما يمكنك اختيار النوع الذي ترغب به. ففي المدينة يوجد نحو 112 ألف مطعم، وهذا الرقم ليس خيالياً لمن لم يزر مومباي، فليأتي إليها، ويتأكد من ذلك بنفسه. إن معظم هذه المطاعم تقدم أنواعاً مختلفة من الوجبات، فباستطاعتك ان تجد الوجبة التي تريدها.

مدينة المفارقات

مومباي مدينة التناقضات «المؤتلفة»، فهي من جانب تعتبر واجهة حضارية أساسية من واجهات الهند المطلة على الطريق المائي الدولي الذي يمتد إلى دول الخليج عبر بحر العرب، ومركزاً تجارياً وفنياً مهماً، ومن جهة أخرى، مدينة تعاني من الفوضى التي تضرب في مجالات الحياة الاجتماعية المختلفة التي تترافق مع ارتفاع مستوى انحسار المناطق النظيفة المفتقرة إلى الخدمات المطلوبة. والدليل على ذلك، ان عدد العاملين في قطاع جمع القمامة يبلغ أكثر من 100 ألف عامل، وهي نسبة ربما لا توجد في أي مدينة أخرى في العالم، ومع ذلك، فإن هذا العدد الكبير من جيش العاملين في قطاع النظافة، غير قادر على إنجاز الحد الأدنى من متطلبات العمل.

المنسوجات الحريرية

صور مومباي مومباي عدا ذلك، تشتهر بإنتاج عديد من السلع المختلفة، ومن بينها المنسوجات بأنواعها، وبخاصة المنسوجات الحريرية، وأشهرها على الإطلاق النوع المعروف في عالمنا العربي بـ«الساري»، الحريري، الذي يباع في أسواقنا منذ عشرينات القرن الماضي، وإلى حد الآن.
وليس غريبا ان نجد ان عدد العاملين في مصانع النسيج في هذه المدينة يبلغ اكثر من 500 الف عامل.
وهذا القطاع، يساهم مع بقية القطاعات الاخرى في زيادة حجم الدخل الوطني للبلاد بنسبة 38 في المائة سنويا.

مدينة تصارع نفسها حضارياً

مدينة مومباي تعاني من مشكلة تضخم الهجرة اليها من الريف، بحثا عن العمل والاقامة الدائمة، وقد بلغ معدل هذه الهجرة نحو 1500 شخص في اليوم الواحد، بحيث ازدادت كثافة سكان المدينة وبلغت 40 الف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، ونصفهم يعيش على قارعة الطرق تقريبا. في شوارع مومباي لا يكفي الاعتماد على مظهر الامن الذي تمثله الشرطة السيارة الذين يمتطون الخيول ويتجولون في شوارع المدينة، وانما ينبغي على السائح الانتباه جيدا لمحفظته وحاجاته الشخصية، فبعض اللصوص يتمتعون بشطارة فنية في سرقة الغرباء.
مومباي قد تكون المدينة الممتعة والغريبة، التي تشكل بالنسبة لزوارها الجدد بقعة ذات طراز خاص، لانها تصارع حضاريا نفسها من جهة، وتأتلف مع نفسها من جهة اخرى، ولذلك كله تعتبر المدينة الاكثر حيوية من بين مدن الهند الاخرى، فهي تجمع بين «التناقض» وبين «الائتلاف» في آن واحد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق