الجمعة، 5 نوفمبر 2010

السياحة في أذربيجان | Tourism in Azerbaijan

File:Lerik Azerbaijan 01.JPG

صورة شلال في مدينة Lerik

أذربيجان.. تاريخ وحاضر .. تنطلق الرحلة الى باكو من الكويت الى مطار دبي ثم الى مطار علييف الدولي في باكو، مدة الطيران ساعتان ونصف الساعة، وتصل الطائرة عادة مع شروق الشمس على العاصمة التي تظهر من نافذة الطائرة انها ترقد بأمان وراحة وهدوء بانتظار يوم جديد، أجمل ما في الوصول فجرا الى أي مدينة اننا نستطيع ان نراها بعيدا عن الزحمة وكثرة الحركة فيها.. لذلك تعرفنا على معالم المدينة وعرفنا ملامحها منذ اللحظة الأولى التي وصلنا فيها اليها.. ولكي يتعرف السائح على هذه المدينة الجميلة عليه ان يقرأ أجندتها جيدا من أجل ان يقضي فيها وقتا لا ينساه.
كان جو المدينة أول مفاجأة لنا.. كانت درجة الحرارة لا تتجاوز 20 في النهار، فلم نستطع ان نخرج الا بثياب ثقيلة، كان تجمعنا في لوبي الفندق وقت الضحى بعد ان أخذنا قسطا من الراحة من عناء السفر، وكانت الوجهة الأولى شارع الكورنيش المحاذي لبحر قزوين، لم يكن يبعد كثيرا عن الفندق ولكن أسئلة أفراد المجموعة معنا جعلته أطول مما توقعناه، ولا لوم في ذلك فالمدينة تسيل اللعاب للسؤال بما تحمله من ملامح كثيرة، فهي تجمع بين الثقافات العربية والتركية والفارسية والروسية، هذا الخليط جعل منها مدينة مختلفة عن أي مدينة أخرى في العالم.
وعلى الرغم من ان اليوم كان يوم دوام وليس عطلة، لكن عدد المتواجدين على الكورنيش كان كبيرا، يأتي الناس اليه عادة كما قال مرافقنا السياحي لكي يقضوا فيه لحظات استجمام، يمارس بعضهم رياضة المشي، والبعض الآخر يجلس ليتأمل روعة البحر وهدوءه، وهناك من يمارس عليه الرسم والموسيقى، أما الفريق الرابع فيجد في ربوع الكورنيش الجميل أفضل مكان ليسمع حبيبته أروع أبيات وكلمات الغزل.
ولأننا من عشاق القهوة والشاي.. كان المنظر مناسبا جدا للجلوس واحتساء فنجان من القهوة والتعرف على تاريخ باكو، لم يعترض واحد منا على هذا الاقتراح فجلسنا في «المقهى العائم» وهو أجمل المقاهي التي تقع على الكورنيش، عبارة عن يخت كبير نصفه فندق والنصف الآخر مقهى، على طاولته الأنيقة استمعنا الى تاريخ هذه المدينة العريقة.

الآثار

أثارت فناجين القهوة المزخرفة والشاي الأذري التراثي اعجابنا كثيرا، فكانت مقدمة مناسبة جدا لزيارة مدينة باكو القديمة التي تعتبر محمية من الأمم المتحدة لما تحتويه من تاريخ طويل وعريق يجمع العديد من القوميات والأعراق، علق بعض الأصدقاء على زيارة المدينة القديمة بقوله: «كأننا غصنا في كأس الشاي الذي شربناه قبل قليل فعدنا الى تلك الحقب القديمة قبل 1500عام» تقع باكو القديمة وسط باكو الحديثة كأنها كنز يحمل في بطنه اللآلىء والمرجان.
قضينا في المدينة القديمة ساعة من الزمان، تجولنا في ربوعها الجميلة وتنفسنا هواءها التراثي وعبقها الفواح، كل معلم فيها يدل على حقبة مختلفة وقومية مختلفة، وتحتوي هذه المدينة على العديد من الآثار التي بنتها العرقيات التي تعاقبت على المدينة من العرب المسلمين والى الأتراك فالصفويين والآذريين أنفسهم.. وفي نهاية المطاف كانت ساعة الغداء في انتظارنا، ومن الطبيعي أن يكون غداء تراثيا ليناسب الجو، دخلنا جانبا من المدينة القديمة اسمه «القافلة» caravan، كان عبارة عن حوش قديم تتوزع حوله العديد من الغرف وتحته سرداب، وكان يستخدم قديما لاستضافة القوافل التجارية القادمة من الصين شرقا أو أوروبا غربا، وفي كل حوش تقضي القافلة برئاسة كبير التجار فيها أيام وجودها في المدينة وتعرض بضاعتها وسطه، بينما تحتفظ بها في السرداب في آخر الليل، وينام أفرادها في الغرف المحيطة به، في هذا الجو الرائع من التراث وعبق التاريخ

تناولنا وجبة الغداء.

تعتبر باكو فرصة لمحبي التاريخ والتراث والآثار، ويزورها الكثير من السياح طوال العام من أجل مشاهدة ورؤية متاحفها وآثارها، وتعتبر سياحة الآثار من أكثر أنواع السياحات جاذبية لدى السياح الأوروبيين واليابانيين، وكان علينا أن نلبي رغبة أحد أعضاء المجموعة من عشاق هذا النوع من السياحة الذي اقترح أن نشاهد المزيد منها، فرحل بنا «الباص» الى قرية صغيرة تبعد عن العاصمة 30 كيلو مترا اسمها سوراخان.. هناك تقع قلعة كبيرة تسمى «المعبد المجوسي» كان يأتي اليها الزوار من الهند في طريقهم الى أوروبا ويؤدون فيها بعض طقوسهم الخاصة، وذلك قبل 1200 عام تقريبا، أطرف ما لفت نظرنا فيها حارسها، كان شديد الشبه بالنجم العالمي روبرت دينيرو، وهذا ما دعا الوفد لالتقاط صورة تذكارية معه.

المطاعم والمقاهي

يمر الوقت في باكو من دون أن تشعر به، فبعد رحلة الى القلعة القديمة عدنا الى المدينة، فكانت مختلفة عما تركناها عليه، مع أن الفارق في الوقت كان لا يتعدى ساعتين فقط، المقاعد الفاخرة والكراسي تملأ الأرصفة، والشمس تؤذن بالمغيب وألوان العمارات والبنايات اختلفت عن ما كانت عليه.. انه وقت العشاء، أوقفت المدينة كلها أعمالها استعدادا لتناول وجبة العشاء، هذه هي العادة التي تشاهدها في كل أوروبا.
تملأ المطاعم باكو.. فيها كل أنواع المطاعم التي ترغب فيها، كانت فرصة لاختيار المطعم الذي نريده، ولكن الجميع اتفق على أن نتناول عشاء آذربيجانيا، مع أن هناك المطعم اللبناني والسوري.. وتناول الطعام في آذربيجان لا يزال يحافظ على هويته القديمة بتقديم السلطات الثقيلة في بداية الوجبة، لكي لا يكثر الانسان من تناول الوجبات الدسمة.
لفت نظرنا تنوع الديكور في مطاعم المدينة، وعندما سألنا مرافقنا السياحي أجاب بأن الكثير من الثقافات دخلت جديدا في باكو وبدأت بطبيعة الحال في وضع لمساتها عن طريق المطاعم الخاصة بها، لذلك - كما قال - يمكنك أن تعرف تنوع الثقافات وتعدد الجنسيات الموجودة في باكو من خلال المطاعم.

التاكسي

دعانا أحد أعضاء الوفد الى مرافقته في وقت الراحة للتسوق، كانت سيارات الأجرة تملأ الشوارع وهي سيارات حديثة وجيدة ونظيفة، وأصحابها يتحدثون اللغة الإنكليزية الا القليل منهم، مما سهل التنقل بها، ركبنا التاكسي وطلبنا منه أن يأخذنا الى أقرب سوق، فحملنا معه الى وسط المدينة down town وقال «هنا تجدون كل شيء» كان السوق عبارة عن شارع طويل يبدأ من فندق ساس، حيث يقع أول مجمع تجاري في باكو ويمتد الى دار الأوبرا المطلة على الشارع الرئيسي في المدينة، وتتوزع المحلات على جانبي الطريق، ويجلس الباعة المتجولون على امتداد الشارع ببضائعهم التي يجلبونها من كل مكان حول العالم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق