الأربعاء، 18 أغسطس 2010

السياحة في المانيا تاريخ وحضارة

image

تعد ألمانيا واحدة من أنشط الدول السياحية في العالم. فبالإضافة إلى مناظرها الطبيعية الخلابة والأنشطة المتنوعة التي تقام في مدنها، توفر ألمانيا لضيوفها خدمات سياحية  متنوعة بدءاً بشبكة المواصلات العامة المتطورة والتي تشمل القطارات السريعة وقطارات الأنفاق (المترو) وحافلات النقل الجماعي وسيارات الأجرة، ومروراً بالمؤسسات السياحية كالفنادق ودور الضيافة والمطاعم والمقاهي، وانتهاءاً بالأماكن الترفيهية كالمسارح والحدائق العامة وما شابه ذلك.

تحتل ألمانيا  المرتبة السابعة في قائمة الدول النشطة سياحياً على مستوى العالم، إذ تشير البيانات التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (باللغة الإنجليزية: World Tourism Organization)، إلى أن نسب إقبال الزوار الأجانب على ألمانيا كبلد سياحي قد سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية. ففي عام 2007م، دخل إلى ألمانيا  نحو 24.4 مليون زائر أجنبي، وهذا العدد يعتبر أعلى من أعداد الزائرين خلال عامي 2006 و2005م والذين بلغ عددهم 23.5 و21.3 مليون زائر على التوالي

في حين تشير الأرقام المالية الصادرة عن البنك المركزي الألماني (بالألمانية: Deutsche Bundesbank) إلى أن عائدات القطاع السياحي في ألمانيا في عام 2008م إرتفعت من 26.3 مليار يورو إلى 27.2 مليار يورو

وبحسب الأرقام الصادرة عن المركز الألماني الفيدرالي للإحصاء (بالألمانية: Statistisches Bundesamt)، وصل عدد الليالي التي أمضاها السياح في فنادق ألمانيا في عام 2008م إلى 369.6 مليون ليلة، بلغت حصة الأجانب منها 56.5 مليون ليلة

كما تشير الأرقام إلى أن غالبية السياح الأجانب القادمين إلى ألمانيا جاؤوا من هولندا وقضوا في فنادقها 9.7 مليون ليلة، يليهم مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية بـ 4.44 مليون ليلة، ومواطنو المملكة المتحدة بـ 4.22 مليون ليلة في حين سجّلت نسبة السياح العرب القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2008م ارتفاعاً قدره 7.1% أما الولايات الألمانية التي إحتلت المراكز الأولى في ذات العام من حيث كثرة أعداد الزائرين فهي بافاريا وبادن فورتمبيرغ وشمال الراين – وستفاليا تساهم صناعة السياحة (باستثناء سفر الأعمال ورحلات زيارة الأهل والأصدقاء واستثمارات القطاع العام) بتوليد حوالي 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا، والذي يتم بصورة مباشرة عبر المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة الحجم كالفنادق ودور الضيافة المنتشرة في عموم أرجاء البلاد وقد كانت المدن الرئيسية في ألمانيا المستفيد الأكبر من النمو الحاصل في القطاع السياحي، إذ شهدت برلين زيادة في نسب إشغال الفنادق بمقدار 6.5%، وهامبورغ بنسبة 4.9%. أما في المدن التي تقام فيها المعارض التجارية كدوسلدورف وهانوفر ولايبزغ، فقد إزدادت نسب الإشغال الفندقي فيها بمقدار 12.5% و7.1% و21.2% على التوالي، وكان ما يعرف بـ "سياحة الأعمال" العامل الرئيسي في إحداث هذا النمو فوق المتوسط   وفي الوقت الذي يفضّل فيه أكثر من 30% من المواطنين الألمان قضاء عطلاتهم في داخل ألمانيا، تشهد حركة السياحة الداخلية نمواً واعداً، وتشير أرقام المكتب الألماني الفيدرالي للإحصاء بأن عدد الليالي التي قضاها الألمان في الفنادق ودور الضيافة المحلية بلغت 313 مليون ليلة، وبأن العدد قابل للإزدياد بمقدار 1.9% في كل عام

تاريخ السياحة في ألمانيا

مع حلول العصور الحديثة، أبدى السياح اهتماماً أقل بالتعليم مقابل تزايد اهتمامهم بالسياحة والاستجمام. وقد شهدت الحمامات العلاجية (باللغة الإنجليزية: Spa) في ألمانيا  منذ أواخر القرن الـ 18 الميلادي، إقبالاً منتظماً من قبل المستجمين، الذين ينحدر غالبيتهم من طبقة النبلاء والأغنياء في أوروبا. ويُعتبر حمام "Doberan-Heiligendamm"، الذي يرجع تأسيسه إلى عام 1793م، أولى الحمامات التي تم تشييدها قُبالة بحر البلطيق، يليه حمام "Nordeney" الذي تم بنائه بعد أربعة أعوام في المنطقة المطلة على ساحل بحر الشمال.

وفي النصف الأول من القرن الـ 19 الميلادي، أصبحت مدينة بادن بادن مقصداً مهماً للسياح الباحثين عن الراحة والاستجمام في حماماتها العلاجية، في حين حصلت مدينة فيسبادن على لقب "المنتجع الصحي الأول في العالم".

ومع تطور شبكة السكك الحديدية في ألمانيا، أصبح بمقدور الأشخاص المنتمين إلى الطبقة الوسطى، السفر بغرض الاستجمام، والذي أصبح متاحاً فيما بعد للطبقة العاملة أيضاً. وقد بلغت نسبة الأشخاص الذين استخدموا شبكة القطارات في ألمانيا في عام 1900م، 581.63 مليون مسافر.

إنتشرت في ألمانيا  في تلك الحقبة ما كان يُعرف بـ "جمعيات النقل" التي تعمل في مجال تنشيط السياحة، وقد قامت العشرات من هذه المنظمات في شهر أكتوبر من عام 1902م، بتأسيس "الإتحاد الفيدرالي لجمعيات النقل الألمانية"، ومقره لايبزغ. وبحلول عام 1910م، أصبح للمجلس ثلاث مكاتب تمثيلية في الخارج تقوم بالترويج لألمانيا كأفضل وجهة سياحية. وفي عام 1914م، أعلنت أغلب جمعيات النقل في ألمانيا عن إنضمامها لعضوية الإتحاد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق